الأحد، 13 نوفمبر 2016

مصادر المعلومات الثالثية

مصادر المعلومات الثالثية

   
 
نتيجة الزيادة الهائلة في مصادر المعلومات، ظهرت الحاجة إلى نوع خاص من مصادر المعلومات وظيفته الأساسية هي تيسير الوصول إلى المصادر الأولية والثانوية، وتنظيمها، بما يعظم الاستفادة منها.و يطلق على تلك المصادر التجميعية التنظيمية الكاشفة اسم "المصادر الثالثية" (للمزيد حول تصنيف مصادر المعلومات، انظر أنواع مصادر المعلومات). ولعل الأشكال الأكثر شيوعا للمصادر الثالثية هي المعلومات التي يحتاجونها مثل الببليوغرافيات والكشافات والأدلة الخاصة بالكتب.إلا أن البعض يتوسع في تعريف هذه المصادر كي يدرج فيها قواعد البيانات الإلكترونية ومختلف محركات البحث التي تتيح فهرسة مصادر المعلومات والبيانات المختلفة، وتنظيم عرضها.

اختيار موضوعات الأبحاث ومشكلات الدراسة[عدل]

تتعدد العوامل والأسباب التي تدفع الباحث إلى ملاحظة موضوع معين والاهتمام به، ما بين خبراته الشخصية ، أو الاهتمام بقضية أو مشكلة راهنة تركز عليها وسائل الإعلام، أو القراءات والدراسات السابقة للباحث في مجال معين، أو مجرد تكليفه بالبحث في قضية معينة.و في جميع هذه الحالات يبدأ الباحث عادة بالرجوع إلى الدراسات السابقة للتعرف على أبعاد الموضوع الذي اختاره (أو حتى لتحديد الموضوع ذاته ابتداء)، ثم التعرف على نماذج لأهم المشكلات والتساؤلات والقضايا البحثية التي سبق إعداد دراسات عنها، أو الإشارة إلى أهمية دراستها في الأعمال السابقة (حيث يفترض أن تقترح الرسائل العلمية مثلا في الخاتمة بعض المشكلات البحثية الجديرة بالدراسة). و تبرز لدى الرجوع إلى الدراسات السابقة أهمية المصادر الثالثية Tertiary Sources : وتشمل المصادر والأدوات التي تساعد الباحث في تعيين المصادر الأولوية والثانوية وإيجادها، مثل الملخصات والقوائم الببليوغرافية وقواعد البيانات والفهارس والمسوح عن الدراسات السابقة وغيرها. و يمكن الاستفادة في هذا السياق من قواعد البيانات الإلكترونية للكتب والدوريات المختلفة أو عروض الدراسات السابقة في الرسائل العلمية، وقوائم القراءات والمراجع في الدراسات الحديثة نسبيا . إلا أن إحدى الصور الأكثر أهمية للمصادر الثالثية هي الدراسات المسحية، أي الدراسات التي تركز بشكل أساسي على مسح أو حصر الدراسات الأخرى التي تناولت موضوعا معينا أو مجالا معينا.

أمثلة[عدل]

في مجال الدراسات السياسية المصرية مثلا، يمكن الرجوع إلى كتاب الدكتور حسنين توفيق إبراهيم ، حول "التحول الديمقراطي والمجتمع المدني في مصر : خبرة ربع قرن في دراسة النظام السياسي المصري،1981-2005 " الصادر عام 2006 عن مركز البحوث والدراسات السياسية، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حيث يقدم دراسة مسحية لأهم الأدبيات التي تناولت القضايا المتصلة بالمجتمع المدني والتحول الديموقراطي في مصر خلال ما يزيد على العقدين. ويمكن الرجوع كذلك إلى التقرير الذي أعده معتز سلامة حول"مصر في التقارير الدولية" والصادر عن ذات المركز عام 2007، إذ يقدم معلومات عن بعض الجهات والمؤسسات الأجنبية المهتمة بدراسة الحالة المصرية (سواء بشكل مستقل أو كجزء من برامج بحثية أوسع تشمل دولا أخرى) ونماذج لتقارير هذه الجهات وتقييمها لمؤشرات الأداء المصري في مجالات مختلفة. و يمكن أن يستفيد الباحث كذلك من الرجوع إلى دراسات مسحية حول قضايا نظرية معينة بحيث يسعى إلى ربط إحدى هذه الأطر والاقترابات النظرية بقضايا الواقع المصري. ومن أمثلة هذه الدراسات باللغة العربية رسالة الدكتوراه لـنصر محمد عارف عن "نظريات السياسة المقارنة ومنهجية دراسة النظم السياسية العربي" التي ناقشها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكذلك مجموعة الأبحاث والدراسات المسحية التي أعدتها الدكتورة هدى ميتكيس عن "دراسة النظم السياسية[و تحديدا قضايا التحول الديموقراطي] في العالم الثالث ،"، وكذلك دراسة الدكتور حسنين توفيق عن "دراسة الأحزاب السياسية في العالم الثالث"، ودراسة الدكتور علي الصاوي عن "تحليل دور الرأي العام في دول العالم الثالث" ،و غيرها من الأبحاث الواردة في كتاب "اتجاهات حديثة في علم السياسة" الذي اشترك في تحريره الدكتور علي الدين هلال، مع الدكتور محمود إسماعيل محمد، والصادر عام 1999 عن المجلس الأعلى للجامعات -اللجنة العلمية للعلوم السياسية والإدارة العامة. و توجد العديد من الدراسات المماثلة باللغات الأجنبية ، ومن أمثلتها التقارير والدراسات المسحية المنشورة في دوريتي ملخصات علم السياسة ومراجعات علم السياسة.
كذلك قد يرجع الباحث إلى المصادر الثالثية والدرسات المسحية للتعرف على أهم مصادر البيانات والإحصاءات، أو أهم المقاييس والمؤشرات لتحديد أيها قابل للتوظيف في دراسته. ومن الدراسات المسحية المهمة في هذا الصدد الدراسة المسحية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية حول "المقاييس المركبة لتقدير أداء الدولة" ، والذي يتم تحديثه دوريا كي يتضمن أهم المقاييس الجديدة [1].

هناك 3 تعليقات: